ملعون يا سيف أخي
"طلب الفلسطينيون المحاصرون داخل لبنان فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى حتى لا يموتوا جوعا"
لم آكل شيئا
منذ بداية هذا العالم
و الجوع القاتل يأكلني
يتسلل سما..في الأحشاء
يشطرني في كل الأرجاء
أرقب أشلائي في صمت
فأرى الأشلاء..بلا أشلاء
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن آكل إبني...!
إبني قد مات
قتلوه أمامي
قد سقط صريعا بين مخالب جوعا لا يرحم
بعد دقائق سوف أموت
ودماء صغيري شلال
يتدفق فوق الطرقات
اعطوني الفرصة كي انجو
من شبح الموت
لا شيء أمامي آكله..لا شيء سواه
* * * * *
لا تنزعجوا..
لست بمجنون أو قاتل
فأنا صليت الفجر ورب الكعبة عشر سنين
لم أترك فرضا
وكثيرا ما أقرأ وحدي
ورد الصوفية كل صباح
وكثيرا ما يسبح قلبي بين القرآن
وأنا و الله أصوم ويسحرني
قبس من نور في رمضان
وأهيم وحيدا حين يطل على قلبي نور الرحمن
وأنا و الله ..أخاف الله
واخشى يوما تنكرني فيه قدماي
أو يسأم جفني من عيني
وتثور على صمتي شفتاي
أو يهرب وجهي من وجهي
وتموت على جفني عيناي
قد جئت الآن لأسألكم
افتوني باسم الإسلام
أن آكل إبني
إني أبوه وأعرف أمه
أشهد و الله بأن امرأتي
ما كانت يوما زانية
كي تزني فيه..
ولدي من صلبي أعرفه
من لون الشعر.. إلي قدميه
وجها_هو يحمل لوني
منذ رأيت حقول القمح
تضيء الفجر على عينيه
هو يحمل لون الشعر
وإن كانت أطياف الضوء
تطارد شبح الليل على رأسي
هو يحمل أوصاف شبابي
لكني أشهد أن وليدي
كان عنيد الحلم فلم يحمل
في يوم شيئا من يأسي
وهناك على الصدر علامة
وطن مُغتـَصب..وكرامه
* * * * *
لم أنجب غيره..
قد عشت اخاف سحابة حزن
سوف تغلف أيامي
قد عشت أسير بأرض الله
واجهل خطوة أقدامي
فلماذا أنجب و الدنيا
وطن مصلوب الجدران
إني إنسان..
أحمل أوصاف الإنسان
أتكلم..أحلم
أمشي ..أو أبكي
أو أكتب شعرا
حين يطل على عيني وجه الأحزان
لكني لا أملك وطنا
لا بيت لدي..ولا عنوان
تلفظني كل الأبواب ..
تصفعني كل الأعتاب
فأنا مكروه مرفوض في كل كتاب
كل الأبواب أمام العين
يحاصرها شبح الحراس
فأنا محسوب بين الناس
لكني شيء..غير الناس
* * * * *
أحببت صغيري
حملته يداي وأسمعني
احلى الضحكات
ولدي قد مات
أحمله الآن على صدري
أشلاء رفات
كم كنت أصلي في عينيه
ويغمرني ضوء الصلوات
كم كنت أحدق فيه
فألمح عمري بين يديه
كم كنت أصلي الفجر
ويشرق نور الخالق في عينيه
كم كنت أراه الوطن القادم
من أشلاء الوطن المهزوم
كم كنت أراه و أسمعه
يبكي في الليل
فأسمع فيه صهيل الخيل
وألمح فيه الفرس الجامح
يتهادي فوق الأسوار
أراه المارد يخرج
بين سواد الليل خيوط نهار
ويقول كلاماً أفهمه
لكني أبدا لا أحكيه
أعرفتم كيف نقول
كلاما في الأعماق
ونخشى يوما أن نحكيه
* * * * *
ولدي من زمن يسكنني
وأنا من زمن أسكنه
قد عاش زمانا في صدري
و الآن تكفنه عيني
فدعوني آكل من إبني
كي أنقذ عمري
* * * * *
ماذا آكل من إبني
من أين سأبدأ..؟
لن أقرب أبدا من عينيه
عيناه الحد الفاصل
بين زمان يعرفني
وزمان آخر ينكرني
لن أقرب أبدا من شفتيه
شفتاه نبي مصلوب
برسالة نور تهديني
وبريق ضلال..يجذبني
لن أقرب أبدا من قدميه
قدماه نهاية ترحالي
في وطن عشت أطارده
وزمان عاش يطاردني
* * * * *
ماذا آكل من إبني
يا زمن العار
تكتب أشعارا في الفقراء
و في البسطاء
وحق الثورة..والثوار
تتشدق عن زمن الصاروخ
وعصر العلم..
وسوق البورصة و الدينار
تتباكى عن حق الإنسان
شذوذ الجنس..ومرضى الإيدز
وحق الشورى و الأحرار
تكفر بالله ..
تبيع الأرض تبيع العرض
وتسجد جهرا للدولار
لن آكل شيئا من إبني يا زمن العار
سأظل أقاوم هذا العفن
لآخر نبض في عمري
سأموت الآن
لينبت مليون وليد
وسط الأكفان على قبري
وسأرسم في كل صباح
وطنا مذبوحا في صدري
* * * * *
حاربت كثيرا أعدائي
لم أُهزم منهم..
حاربني ظلي
حاربني سيفي يا للعار
تسلل في ظلمة ليل
كي يسكن جنبي
كيف الشريان تنكر يوما خادعني
وغدا سكينا في قلبي
فأخي في الله وباسم الدين
وباسم محمد
يقتلني في غرفة نومي
إبني قد مات بسيف أخي
وغدا سأموت بسيف أخي
ملعون يا سيف أخي في كل كتاب
في التوراة
وفي الإنجيل
و في القرآن
ملعون يا سيف أخي
في كل زمان
ملهون يا عار أخي
خوفا في صدر المحكومين
وبطشا في أيدي الحكام
ملهون يا سيف أخي
ماذا أبقيت من الدنيا
وعيون صغيري بعض حطام
رحم موبوء جمعنا
خانتنا كل الأرحام
ما أنت أخي
قد جئت سفاحا يا ملعون و ابن حرام
ملعون يا وجه أخي
فدمي يتحلل في الأنقاض
وبين الموتى و الأيتام
ملعون يا سيف أخي
سيف يتعبد للسفهاء
ويسحقنا تحت الأقدام
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن أقتل يوما جلادي
وأحطم..كل الأصنام..
"طلب الفلسطينيون المحاصرون داخل لبنان فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى حتى لا يموتوا جوعا"
لم آكل شيئا
منذ بداية هذا العالم
و الجوع القاتل يأكلني
يتسلل سما..في الأحشاء
يشطرني في كل الأرجاء
أرقب أشلائي في صمت
فأرى الأشلاء..بلا أشلاء
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن آكل إبني...!
إبني قد مات
قتلوه أمامي
قد سقط صريعا بين مخالب جوعا لا يرحم
بعد دقائق سوف أموت
ودماء صغيري شلال
يتدفق فوق الطرقات
اعطوني الفرصة كي انجو
من شبح الموت
لا شيء أمامي آكله..لا شيء سواه
* * * * *
لا تنزعجوا..
لست بمجنون أو قاتل
فأنا صليت الفجر ورب الكعبة عشر سنين
لم أترك فرضا
وكثيرا ما أقرأ وحدي
ورد الصوفية كل صباح
وكثيرا ما يسبح قلبي بين القرآن
وأنا و الله أصوم ويسحرني
قبس من نور في رمضان
وأهيم وحيدا حين يطل على قلبي نور الرحمن
وأنا و الله ..أخاف الله
واخشى يوما تنكرني فيه قدماي
أو يسأم جفني من عيني
وتثور على صمتي شفتاي
أو يهرب وجهي من وجهي
وتموت على جفني عيناي
قد جئت الآن لأسألكم
افتوني باسم الإسلام
أن آكل إبني
إني أبوه وأعرف أمه
أشهد و الله بأن امرأتي
ما كانت يوما زانية
كي تزني فيه..
ولدي من صلبي أعرفه
من لون الشعر.. إلي قدميه
وجها_هو يحمل لوني
منذ رأيت حقول القمح
تضيء الفجر على عينيه
هو يحمل لون الشعر
وإن كانت أطياف الضوء
تطارد شبح الليل على رأسي
هو يحمل أوصاف شبابي
لكني أشهد أن وليدي
كان عنيد الحلم فلم يحمل
في يوم شيئا من يأسي
وهناك على الصدر علامة
وطن مُغتـَصب..وكرامه
* * * * *
لم أنجب غيره..
قد عشت اخاف سحابة حزن
سوف تغلف أيامي
قد عشت أسير بأرض الله
واجهل خطوة أقدامي
فلماذا أنجب و الدنيا
وطن مصلوب الجدران
إني إنسان..
أحمل أوصاف الإنسان
أتكلم..أحلم
أمشي ..أو أبكي
أو أكتب شعرا
حين يطل على عيني وجه الأحزان
لكني لا أملك وطنا
لا بيت لدي..ولا عنوان
تلفظني كل الأبواب ..
تصفعني كل الأعتاب
فأنا مكروه مرفوض في كل كتاب
كل الأبواب أمام العين
يحاصرها شبح الحراس
فأنا محسوب بين الناس
لكني شيء..غير الناس
* * * * *
أحببت صغيري
حملته يداي وأسمعني
احلى الضحكات
ولدي قد مات
أحمله الآن على صدري
أشلاء رفات
كم كنت أصلي في عينيه
ويغمرني ضوء الصلوات
كم كنت أحدق فيه
فألمح عمري بين يديه
كم كنت أصلي الفجر
ويشرق نور الخالق في عينيه
كم كنت أراه الوطن القادم
من أشلاء الوطن المهزوم
كم كنت أراه و أسمعه
يبكي في الليل
فأسمع فيه صهيل الخيل
وألمح فيه الفرس الجامح
يتهادي فوق الأسوار
أراه المارد يخرج
بين سواد الليل خيوط نهار
ويقول كلاماً أفهمه
لكني أبدا لا أحكيه
أعرفتم كيف نقول
كلاما في الأعماق
ونخشى يوما أن نحكيه
* * * * *
ولدي من زمن يسكنني
وأنا من زمن أسكنه
قد عاش زمانا في صدري
و الآن تكفنه عيني
فدعوني آكل من إبني
كي أنقذ عمري
* * * * *
ماذا آكل من إبني
من أين سأبدأ..؟
لن أقرب أبدا من عينيه
عيناه الحد الفاصل
بين زمان يعرفني
وزمان آخر ينكرني
لن أقرب أبدا من شفتيه
شفتاه نبي مصلوب
برسالة نور تهديني
وبريق ضلال..يجذبني
لن أقرب أبدا من قدميه
قدماه نهاية ترحالي
في وطن عشت أطارده
وزمان عاش يطاردني
* * * * *
ماذا آكل من إبني
يا زمن العار
تكتب أشعارا في الفقراء
و في البسطاء
وحق الثورة..والثوار
تتشدق عن زمن الصاروخ
وعصر العلم..
وسوق البورصة و الدينار
تتباكى عن حق الإنسان
شذوذ الجنس..ومرضى الإيدز
وحق الشورى و الأحرار
تكفر بالله ..
تبيع الأرض تبيع العرض
وتسجد جهرا للدولار
لن آكل شيئا من إبني يا زمن العار
سأظل أقاوم هذا العفن
لآخر نبض في عمري
سأموت الآن
لينبت مليون وليد
وسط الأكفان على قبري
وسأرسم في كل صباح
وطنا مذبوحا في صدري
* * * * *
حاربت كثيرا أعدائي
لم أُهزم منهم..
حاربني ظلي
حاربني سيفي يا للعار
تسلل في ظلمة ليل
كي يسكن جنبي
كيف الشريان تنكر يوما خادعني
وغدا سكينا في قلبي
فأخي في الله وباسم الدين
وباسم محمد
يقتلني في غرفة نومي
إبني قد مات بسيف أخي
وغدا سأموت بسيف أخي
ملعون يا سيف أخي في كل كتاب
في التوراة
وفي الإنجيل
و في القرآن
ملعون يا سيف أخي
في كل زمان
ملهون يا عار أخي
خوفا في صدر المحكومين
وبطشا في أيدي الحكام
ملهون يا سيف أخي
ماذا أبقيت من الدنيا
وعيون صغيري بعض حطام
رحم موبوء جمعنا
خانتنا كل الأرحام
ما أنت أخي
قد جئت سفاحا يا ملعون و ابن حرام
ملعون يا وجه أخي
فدمي يتحلل في الأنقاض
وبين الموتى و الأيتام
ملعون يا سيف أخي
سيف يتعبد للسفهاء
ويسحقنا تحت الأقدام
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن أقتل يوما جلادي
وأحطم..كل الأصنام..